استيف متعافي من سرطان البروستات: من وسط الظلام ينبثق شعاع الأمل
يعمل استيف أستاذًا للغة الإنجليزية بكلية المجتمع في قطر، ويصف في السطور القادمة رحلته مع مرض السرطان من منظور إيجابي. بدأت رحلته عندما لاحظ وجود بعض المشكلات في المثانة وزار الطبيب لفحصه. كان يظن أنه مجرد تضخم في البروستاتا (تضخم لا يمثل أي تهديد لغدة البروستاتا)، لان هذه حالة مرضية معتادة للرجال في هذا السن، فليس هناك داعٍ لأي قلق. ولكن الطبيب طلب اختبار المستضد البروستاتي النوعي. وأظهرت نتيجة الاختبار ارتفاع في المستضد البروستاتي. ذهب استيف إلى طبيب مسالك بولية والذي بدوره طلب مزيد من الاختبارات وأشعة رنين مغناطيسي وعمل خزعة. جاءت الاختبارات مؤكدة وجود خلايا سرطانية في البروستاتا، ولكي يخفف عنه الطبيب وطأة الفجأة من مرض السرطان، قال له أن هذا النوع غير عنيف. ولكن للأسف لم تستمر سعادة استيف فترة طويلة. أُرسلت عينة الخزعة إلى أخصائي علم الأمراض بمستشفى حمد العام للتأكد منها. وأوضح الرأي الثاني أن هذا النوع من السرطانات شرس وخطير عما اعتقده الجميع. حزن استيف جدا لسماع هذه الأخبار.
يعيش استيف وحيداً داخل قطر؛ بعيداً عن أسرته وموطنه ولكنه حاول التكيف مع سرطان البروستاتا رغم صعوبته. “هذه هي الحياة ……حياة وموت” كانت هذه العبارة واصفة لما يحدث استيف به نفسه في هذه الأوقات المظلمة. لم يكن لديه من يقدم له الدعم المطلوب أو من يتبادل معه أطراف الحديث حول حالته. يبدو أنه لا بد لليل أن ينجلي، وهكذا أراد له القدر أن يقابل صديقته القديمة، والتي حالت بينهما الأيام لعدة سنوات. يصف استيف هذه الصديقة بأنها عطوفة وحنونة وودودة. كانت تعمل كمدربة يوجا، شجعته على البدء في ممارسة اليوجا وتغيير نظام حياته. أثارت هذه الفكرة سعادة أستيف حيث انه كان متشوق إلى تغيير نظام حياته وتحويله إلى حياة صحية، ” أحتاج إلى مزيد من النظام” “أحتاج إلى ممارسة رياضة”، أقلع استيف عن التدخين وتوقف تماماً عن تناول الكحوليات؛ ” كنت أظن أنه يستحيل لي أن أقلع عن التدخين، ولكن عندما قرر عقلي وقف التدخين، وجدت أنه ليس هناك مستحيلاً. لم يكن الأمر إلا فكرة “اتخاذ القرار بأن أحيا حياة صحية”. استبعد استيف اللحم من نظامه الغذائي وفقد من وزنه 10 كجم.. وعلى رأس أولويات استيف لتغيير نظامه الغذائي وعاداته السيئة مثل التدخين وخلافه، بدأ في تخصيص وقت يومي لليوجا والتأمل والتفكر.
ومع مرور الوقت واقتراب موعد الجراحة، استمر استيف في إعداد نفسه وتجهيزها للجراحة. بدأ في الاطلاع والقراءة لمعرفة ما هو مرض سرطان البروستاتا. “قرأت بشغف كل ما وصل ليدي عن سرطان البروستاتا”. ثم قرأت وقرأت ……..عن كافة أنواع السرطان. وكجزء من التوجيهات التي تسبق العملية، تقابل استيف مع ثلاثة رجال آخرين سيخضعون لنفس العملية في نفس الوقت. ارتبط استيف بأحد رجال مجموعته الجراحية. وصارا يتبادلان أطراف الحديث عن الدور الروحاني ويعبران عن مشاعرهما وخبراتهما لبعضهما البعض، عندما أصبح فرداً في مجموعة لها نفس التجربة، شعر بالراحة ولم يعد وحيدًا.
وعلى الرغم من آلام العملية التي استمرت ليومين، سرت العملية بسلاسة؛ وتعافي استيف بسرعة دون وجود أي أعراض جانبية وخرج من المستشفى بعد ثلاثة أيام. وبينما يتعافى استيف في منزله، اعتاد هواية جديدة وهي الرسم بألوان الاكريليك. كان الأمر مدهشًا وغريبًا لستيف لأنه لم يحب الرسم في يومٍ من الأيام. أضحى الرسم ملاذه ومبتغاه. يصف استيف الرسم قائلاً: أمسى الرسم وسيلتي في التعبير عما يكمن في داخلي. عشق استيف الألوان الزاهية فتحدث قائلًا: “كنت بحاجة إلى شيء إبداعي”، كنت أتوق إلى ألوان تحيط بي من كل جانب”. أعاد تزيين منزله بكثير من الألوان المثيرة الرائعة. واستبدل السجاجيد القديمة بأخرى جديدة، وقام بتغيير بعض أجزاء الأثاث ووضع اللوحات التي رسمها على الجدران. زاد استيف من علاقاته بالنباتات وزرع كثير منهم لتحيط به. كان يتجول لفترات قصيرة في حديقة الحي ليستمتع بالنباتات والحصول على طاقة إيجابية منهم. “كانت هذه الطاقة الإيجابية ……طاقة روحانية …تأتي من عند الله. كنت أشعر وكأن شخص ما يربت على كتفي قائلًا: انتبه!!! لديك منحة للحياة أغتنمها
إن قصة استيف قصة ملهمة ؛؛؛ تعلمك أن القوة تكمن في داخلك. ، فمن وسط الظلام ينبثق شعاع الأمل بالرغم أن وجود الأسرة والأصدقاء وإحاطتهم بك في الأوقات العصيبة يضيف كثير من الراحة، إلا أن الراحة الحقيقية واليقين ينبعثان من الداخل ، أنت قادر على تغيير حياتك. نصيحة استيف لمرضى السرطان أن يكونوا مبادرين وأن يتحكموا في صحتهم.
“انخرط تماما في مرضك، وطرق علاجه وانتبه كثيرا لنظم العلاج. لن يهتم أحد بصحتك أفضل منك… إنها حياتك أنت.. وصحتك أنت”.